علاج الصداع النصفي عند الحامل بالأدوية وبطرق فعالة
من الجيد أنه يمكن علاج الصداع النصفي أثناء الحمل " Migraines " أو التخفيف منه أو حتى تجنب حدوثه بخطوات آمنة من خلال طرق طبيعية في المنزل ، لكن في حالة عدم الاستجابة للطريقة الطبيعية ؛ يمكن أن يلجأ الطبيب للعلاجات الدوائية وسنذكرها فيما بعد . وكل ذلك يعتمد على نوع الصداع النصفي ، فقد يكون الصداع النصفي عند الحامل بسبب الجيوب الأنفية " Sinus headache "، أو نتيجة التوتر " Tension headache "، أو الصداع النصفي المعروف بالشقيقة ، لكن لو لم يكن سبب الصداع النصفي معروفًا فيفضل الاسترخاء والحصول على تدليك بسيط للأكتاف والرقبة ، أو تناول الأغذية الصحية ، وممارسة بعض التمارين البسيطة ، وتقسيم الوجبات وتوزيعها على مدار اليوم مما يساعد في المحافظة على نسبة السكر في الدم .
لو كانت حالتك معقدة أو غير عادية أو إذا ساءت فجأة ، فسوف يطلب الطبيب منك بعض اختبارات مستخدمة لاستبعاد الأسباب الأخرى التي تسبب الصداع النصفي أثناء الحمل ، وتشمل :
- التصوير بالرنين المغناطيسي ( MRI ) . يقوم التصوير بالرنين المغناطيسي باستخدام مجالاً مغناطيسيًا قويًا وموجات لاسلكية من أجل الحصول على صور دقيقة مفصلة للمخ والأوعية الدموية . أيضًا فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي تساعد الأطباء على تشخيص السكتات الدماغية والأورام وحالات نزيف المخ والعدوى وغيرها من الامراض العصبية التي ترتبط بالمخ والجهاز العصبي .
- التصوير المقطعي المحوسب ( CT ). يعمل التصوير المقطعي المحوسب على استخدام سلسلة من الأشعة السينية من أجل تكوين صور مقطعية مفصلة على المخ . كما أن هذا الفحص يساعد الأطباء على تشخيص أورام المخ والتهاباته ونزيفه وتلفه ، وغير ذلك من المشكلات الطبية المتوقعة التي قد تسبب الصداع النصفي عند الحامل .
علاج الصداع النصفي أثناء الحمل
- أدوية مسكنات ألم الصداع النصفي : أيضًا المعروفة باسم العلاج الحاد أو المُجهض ، ويتم تناول هذه الأنواع من العقاقير أثناء نوبة الصداع ، كما أنها مخصصة لإيقاف الأعراض .
- الأدوية الوقائية من الصداع النصفي : يتم تناول هذه الأنواع من الأدوية بانتظام ، في الغالب يوميًّا ، لتقليل شدة الصداع النصفي للحامل أو تكرار حدوثها .
اختيار العلاج الخاص بك يعتمد على عدد مرات تكرار الصداع أو شدته و في حال كان الصداع مصحوبًا بقيء وغثيان ودرجة الإعاقة التي يحدثها لك الصداع والأمراض الأخرى التي لديك .
علاج الصداع النصفي أثناء الحمل بالأدوية
إذا كانت اعراض الصداع النصفي للحامل بسيطةً فقد تتمكن الحامل من التخلص منه دون اللجوء لاستعمال مسكنات الآلام ، و في حالة كان صداعًا مزمنًا أوصداعًا حادًّا كالشقيقة ، وفشلت الطرق الطبيعية في العلاج ؛ هنا يمكنك اللجوء إلى العلاجات الدوائية ، لكن ما يجد ذكره هو الانتباه والحذر بشأن الأدوية التي يتم تناولها ؛ وذلك بسبب عدم مناسبة بعض العلاجات الدوائية لعلاج الصداع النصفي أثناء الحمل للمرأة الحامل ، لذلك يجب استشارة الطبيب وسؤاله عن الأدوية التي يمكن للحامل استخدامها ؛ بما في ذلك الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية أو أي دواء آخر قد يصفه الطبيب ، ومع ذلك يوصى بتجنب تناول الأدوية المختلفة أثناء الحمل ما لم تكن هذه الأدوية ضرورية ، إذ يجب المقارنة بين فائدة وضرر تناول أي دواء يعمل على علاج الصداع النصفي خلال فترة الحمل ، فيما يلي الإشارة إلى بعض أدوية الصداع الممكن استخدامها أثناء الحمل فيما يأتي :
مسكنات آلام الصداع النصفي عند الحامل
دواء الباراسيتامول " Paracetamol " يعتبر الخيار الأفضل كمسكن للآلام للنساء الحوامل والمرضعات ، حيث لم يظهر أي أثار جانبية على الجنين أو الأم عندما تم تناوله من أجل علاج الصداع النصفي أثناء الحمل ومن قبل الكثير من النساء المرضعات ، ولكن برغم ذلك يفضل تناوله لأقصر مدة زمنية ممكنة ، ويمكن معرفة الجرعة المناسبة وفترة تناوله من الصيدلاني أو الطبيب المختص .
هنا يجدر التنوية على أنواع المسكنات الممنوع استعمالها لعلاج الصداع النصفي من قبل الحامل إلا إذا وصفها الطبيب ؛ على سبيل المثال الأسبرين والتي تحتوي على الكودايين " Codeine " إضافة إلى مضادات الالتهاب اللاستيرويدية " Non-steroidal anti-inflammatory drugs " الآيبوبروفين " Ibuprofen ". لأنه عند تناوُل هذه الأدوية لفترات طويلة ، من الممكن أن تتسبَّب في صداع نصفي عند الحامل ناجم عن فرط استخدام الأدوية بالإضافة إلى احتمال تكوُّن قُرَح وحدوث نزيف في السبيل المَعدي المَعوي . من الممكن أن تفيد الأدوية التي تُخفِّف من ألم الصداع والتي تحتوي على الأسبرين والكافيين والأسيتامينوفين " كالإيكسيدرين المختص بعلاج الشقيقة "، لكنها عادةً ما تكون فعَّالة ضد الألم المعتدل الناتج من الشقيقة .
- التريبتان . من ضمن الأدوية الموصوفة مثل ريزاتريبتان " Maxalt وMaxalt-MLT " وسوماتريبتان " Imitrex وTosymra " وتستخدم لعلاج الصداع النصفي للحامل لأنها تسد مسارات الألم في الدماغ . وهذه الأدوية يمكنها تخفيف العديد من اعراض الصداع النصفي ، باختلاف طريقة الاستعمال سواء تم تناولها في صورة حقن أو حبوب أو بخاخات أنفية . لكن يُحتمل ألا تكون آمنة عند استعمالها مع المرضى المعرضين لخطر الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية .
- أدوية ثنائي الهيدروأرغوتامين ( D.H.E. 45 وMigranal ). هذا الدواء يتوفر في صورة حقن أو بخاخ أنف ، ويكون فعالاً عند تناوله بعد بدء ظهور اعراض الصداع النصفي أثناء الحمل بفترة قصيرة ، وذلك في حالات الصداع النصفي المستمر لمدة تزيد عن 24 ساعة . والآثار الجانبية تشتمل على زيادة حدة الغثيان والقيء المرتبطين بالشقيقة . ينبغي على الأشخاص المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم أو الشريان التاجي أو أمراض الكبد أو الكلى تجنب أدوية ثنائي الهيدروأرغوتامين .
- اللاسميديتان ( Reyvow ). تم اعتماد هذه الحبوب الفموية الجديدة لعلاج الصداع النصفي للحامل المصحوب بأورة أو من دونها . وخلال الدراسات أوالتجارب التي أُجريت على العقار ، ثبُت أن اللاسميديتان يعمل على تحسين ألم الصداع . يمكن يكون تأثير الاسميديتان مهدئ ، وقد يسبب الدوخة ؛ لذلك من المنصوح به للأشخاص الذين يتناولونه عدم قيادة السيارة أو تشغيل الآلات حتي مرور ثماني ساعات على الأقل .
- الأوبروجيبانت ( Ubrelvy ). تم اعتماد مضادات مستقبلات الببتيد المتعلِّقة بجينات الكالسيتونين لعلاج الصداع النصفي أثناء الحمل من الدرجة الحادة المصحوبة بأورة أو بدونها عند البالغين . بالتالي إنه العقار الأول من ذلك النوع الذي اعتُمد لعلاج الصداع . من خلال التجارب التي تم إجراؤها على العقار ، أثبت الأبروجيبانت فعالية أكثر عن الدواء الوهمي " بلاسيبو " من ناحية تخفيف الألم والأعراض المختلفة للشقيقة بعد مرور ساعتين من استخدام الدواء ، مثل الغثيان والحساسية للصوت والضوء . تتضمَّن الآثار الجانبية الشائعة جفاف الفم ، والنعاس المفرط ، والغثيان . وينبغي ألا تؤخذ أدوية الأوبروجيبانت في نفس وقت تناول عقاقير ذات تأثير مثبط قوي لسيتوكروم CYP3A4 .
- مضادات الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين . الريمجيبانت ( Nurtec ODT ) والأوبروجيبانت ( Ubrelvy ) هما من مضاداتالببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين التي يتم استخدامها عن طريق الفم ، وتم اعتمادها مؤخرًا لعلاج اعراض الصداع النصفي عند الحامل الحاد المصحوب بأورة أو من دونه للبالغين . كما أن تجارب العقاقير أثبتت أن عقاقير هذه الفئة كانت فعاليتها أكثر من الدواء الوهمي من حيث التخفيف من شدة الألم والاعراض الجانبية الأخرى للشقيقة مثل الغثيان والحساسية للصوت والضوء وذلك بعد مرور ساعتين من أخذها . تتضمَّن الآثار الجانبية الشائعة الغثيان ، جفاف الفم ، والنعاس المفرط . يجب ألا تُستخدم أدوية الأوبروجيبانت والريمجيبانت في نفس وقت تناول عقاقير تأثيرها مثبط قوي لسيتوكروم P3A4 .
- الأدوية الأفيونية . النساء اللاتي لا يستطعن تناول أدوية الصداع النصفي أثناء الحمل ، يمكن أن تساعدهم الأدوية الأفيونية المخدرة . لكن فقط تؤخذ في حالة عدم فعالية العلاجات الأخرى لأنها قد تسبب الإدمان بدرجة كبيرة . يجب العلم إن بعض الأدوية غير آمن لتناول أثناء فترة الحمل . إذا كنتِ حاملاً أو تريدين الحمل ، فتجنبي استعمال أي من هذه الأدوية دون مراجعة الطبيب أولاً .
الأدوية الوقائية من الصداع النصفي عند الحامل
من الممكن أن تساعد الأدوية في الوقاية من اعراض الصداع النصفي للحامل ، لكن ينبغي الاشارة أنّ هناك الكثير من الأدوية التي تُستخدم لعلاج الصداع لم يثبت تأثيرها ، أي لم يتم تحديد إن كانت خطرة أو آمنة على الجنين ، إلا أنه في حال الشعور بالصداع النصفي عند الحامل بشكل متكرر ؛ يمكن أن يوصي الطبيب بتناول الحامل لبعض الأدوية المُرجّح فائدتها على الخطورة المحتمل حدوثها للجنين . والهدف من الأدوية الوقائية هو تقليل معدل إصابتك بالصداع النصفي أثناء الحمل وشدة النوبات ومدة استمرارها . وتشمل الخيارات ما يأتي :
- الأدوية المضادة للتقيؤ " Antiemetics " تساعد على تهدئة التقيؤ والغثيان المصاحبان لحدوث هذا النوع من الصداع ، ومن ضمن هذه الأدوية : ميتوكلوبراميد ( Reglan ) ودواء بروكلوربيرازين " Prochlorperazine " ودواء بروميثازين " Promethazine " .
- الأدوية الخافضة لضغط الدم تشمل حاصرات مستقبلات بيتا مثل بروبرانولول ( InnoPran XL و Inderal وغيرهما ) وطرطرات الميتوبرولول ( Lopressor ). من الممكن أن تكون محصرات قنوات الكالسيوم علر سبيل المثال فيراباميل ( Verelan ) مفيدة في الوقاية من الصداع النصفي عند الحامل المصحوب بالأورة .
- مضادات الاكتئاب . مضاد الاكتئاب ثلاثي الحلقات ( أميتريبتيلين) يمكن أن يفيد في الوقاية من الصداع النصفي . وممكن أن يصف الطبيب مضادات اكتئاب أخرى بدلاً من أميتريبتيلين نتيجة آثاره الجانبية مثل النعاس .
- العقاقير المضادة للتشنجات مثل دواءا توبيراميت وفالبروات ( Qudexy XR وTopamax وغيرهما ) يساعد على علاج نوبات الصداع النصفي المتكررة بوتيرة أقل ، ولكن يمكن أن تحدث آثارًا جانبية مثل تغيرات الوزن والدوخة والغثيان وغيرها . لا يوصى بهذه الأدوية لعلاج الصداع النصفي للحامل أو النساء اللاتي يحاولن الحمل .
- حقن البوتوكس . يمكن لحقن "Botox " أونابيوتولينمتوكسين أ كل 12 أسبوعًا تقريبًا المساعدة في الوقاية من الصداع النصفي عند بعض البالغين .
- الأجسام المضادة أحادية النسيلة الببتيد المرتبط بجينات الكالسيتونين " CGRP ". أدوية فريمانيزوماب - vfrm ( Ajovy ) وإرنوماب - aooe ( Aimovig ) وإبتينيزوماب-jjmr (Vyepti ) وجالكانيزوماب - gnlm (Emgality ) هي عقاقير حديثة معتمدة من الإدارة العامة للغذاء والدواء الأمريكية لعلاج الصداع النصفي عند الحامل . وتُعطى هذه الأدوية كل شهر أو كل ثلاثة شهورعن طريق الحقن . لكن الأثر الجانبي الأكثر شيوعًا هو رد الفعل التحسسي في موضع الحقن .
وبالفعل يتبقى هناك أدوية ممنوع استخدامها للمرأة الحامل على الإطلاق ، وبطريقة أخرى من الممكن تحويل الحامل لطبيب الأعصاب " Neurologist "، أو الطبيب المختص بطب الأمومة والأجنة " Maternal-fetal medicine specialist " للمساعدة في علاج الصداع النصفي أثناء الحمل في حال استمراره ، ويجدر التنبيه أنه يجدر مراجعة الطوارئ في حال المعاناة من اعراض الصداع النصفي الشديد مع عدم المقدرة على تجاوز الألم .