ارتفاع درجة حرارة الحامل ومخاطرها
ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل ، أو حمّى الحامل Fever ؛ أو سخونة الحامل ، تُعرّف على أنّها تخطّي حرارة جسمها معدّلاتها الطبيعية ، حيث يصل معدّل درجة حرارة الجسم الطبيعية أثناء الحمل تقريباً إلى 37 درجة مئوية ، ويمكن أن تتذبذب ارتفاعاً وانخفاضاً على طول اليوم لذا التغيرات البسيطة بحرارة الجسم لا تعني الإصابة بالحمّى ، كما يمكنك قياس الحرارة من خمسة أماكن مختلفة من الجسم ، وتشخيص الحمّى يختلف باختلاف درجة الحرارة حسب المكان المُقاسة فيه ؛ فإن قياس درجة الحرارة من الجَبين أو الإبط مثلاً والحصول على نتيجة 37.4 درجة مئوية فأكثر يعتبرها الأطباء حمّى ، وأيضًا بالمثل على النتيجة 38 درجة مئوية أو أعلى إذا تم قياسها من الفم ، والنتيجة 38.3 درجة مئوية أو أعلى إذ تم قياسها من الأذن أو الشرج .
لكن يمكننا ترجيح أنّ الحمّى سريرياً تحدث عند بلوغ درجة الحرارة 38 درجة مئوية فأعلى ، وتتراوح شدّة الحمّى بين الطفيفة والشديدة بشكلٍ عامّ ؛ على سبيل المثال عندما ترتفع درجة الحرارة الحامل قليلاً عن المعدل الطبيعي هنا تكون الحمّى طفيفة أو تزيد عن 38.9 درجة مئوية وحينئذ تكون الحمّى شديدة بحيث يتطلب الأمر تدخّل طبي فوري ، وهناك دراسة تم نشرها من قبل مجلة " BMC Pregnancy Childbirth " سنة 2017 م تُبين أنّ تقريبًا 10.8% من مجموع النساء الحوامل اللاتي يخضعن للدراسة يعانون من الحمّى خلال الثلث الأول من الحمل ؛ ويعتبر ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل من التغيرات الجسدية التي تحدث أثناء الحمل كأمر طبيعي وذلك بسبب زيادة عملية الاستقلاب أو المعروف بالأيض " Metabolism " لدى الحامل أو نتيجة التغيرات الهرمونية .
أسباب ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل
الجسم يُعبّر عن مكافحة العدوى بارتفاع درجة الحرارة ، كما يمكن أن تتشابه مُسبّبات الحمّى أثناء فترة الحمل عن دونه ، بل الحامل تُعاني من العدوى الفيروسية ؛ مثل الإنفلونزا " Flu " أو نزلات البرد " Common cold " أكثر من غيرها نتيجة تثبيط الجسم لجهاز المناعة من أجل حماية الجنين من تفاعلات الرفض نظراً لأنه يعتبر جسماً دخيلاً بالنسبة لجسم الأم ، وأيضًا لا ترتبط الحمّى بالعدوى الفيروسية فقط ؛ لكن تُصاحب البكتيرية أحياناً ؛ مثل المسالك البولية أو عدوى الكلى ، ويزيد خطر الإصابة بالحمّى في حال الإصابة بأمراضٍ مُعينة قبل الحمل ؛ مثل أمراض القلب " Heart Disease "، أو مرض السكري " Diabetes " ، أو الربو " Asthma " . هناك بعض الأمراض الإضافية التي تسبب ارتفاع درجة حرارة الحامل ؛ مثل الفيروس المضخم للخلايا " Cytomegalovirus " ؛فيروس نقص المناعة البشرية أو الإيدز ؛ مرض الزهري ؛ مرض التهاب الأمعاء ؛ داء المقوسات " Toxoplasmosis "، مرض الفيروسة الصغيرة " Parvovirus "؛ أو فيروس الحماق النطاقي ؛ وأخيراً التسمم الغذائي .
- الاستحمام بمياه ساخنة جدّاً ولفترات زمنية طويلة .
- ممارسة الرياضة والتمارين الشاقة أو المكوث مطوّلاً خارج المنزل إن كان الطقس حاراً .
- استخدام غرف الساونا أو أحواض الاستحمام الساخنة .
- استخدام وسائد التدفئة أو البطانيات الكهربائية .
أعراض ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل
لا تختلف علامات الحمّى في الحالة الطبيعية عنها في الحمل ، وتشمل ما يأتي :
- الضعف العام والتعب .
- فقدان الشهيّة .
- زيادة التعرّق .
- الجفاف .
- الشعور بالحرارة والتوهّج .
- القشعريرة والرجفة .
آلام العضلات .- الدوخة .
- الغثيان .
- التهيّج .
- استمرار الشعور بالبرودة الشديدة ، مع تقلّب الشعور بين الحرارة والبرودة .
أيضًا من شأن التغيرات التي تحدث للحامل أثناء الحمل أن تؤثر على نشاط الجهاز المناعي للمرأة الحامل ، بحيث تصبح معرضة أكثر للإصابة بالأمراض المصاحبة لأعراض الحمى .
تشخيص ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل
أولاً يجب قياس درجة الحرارة للحامل وتحديد إذا فعلاً كانت الحامل تُعاني من الحمّى أم لا وذلك باستخدام ميزان الحرارة ، كما لا يكفي أخذ القراءة فقط ، بل البحث في السبب الذي أدّى إلى حدوث ذلك ، وفي حالة لم يقدر الطبيب على تحديد سبب الحمّى سيطلب عدد من الفحوصات الطبية والتي يمكن أن تشمل أخذ عيّنة دم أو بول من اجل معرفة السبب الدقيق للحالة وتقديم الرعاية المناسبة حسب الحالة .
علاج ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل
يقوم الطبيب بعلاج الحمّى بالتخلّص من مُسبّبها ، والحامل يمكنها أن تستخدم البطانيات المبرّدة من أجل خفض الحرارة بالإضافة إلى تناول دواء الأسيتامينوفين " Acetaminophen "، وما هو جدير بالذكر ضرورة تجنّب الحامل استخدام المُسكّنات من نوع مضادات الالتهاب اللاسترويدية " Non-steroidal anti-inflammatory drugs " واختصارًا " NSAIDs "؛ والتي من أمثلتها :
الأسبرين " Aspirin " والآيبوبروفين " Ibuprofen "؛ وذلك نظرًا لأنها قد تُشكّل خطورةً على نمو الجنين لذا يُمنع تناولها ما لم يصفها الطبيب ، وأيضًا من الأدوية الأخرى التي يقوم الطبيب بوصفها اعتمادًا على سبب الحمّى ، نذكر ما يأتي :
- المضادات الحيوية " Antibiotics "، ويتم وصفها إذا كان سبب الحمّى عدوى بكتيرية وتُعتبر معظم المُضادات الحيوية آمنة للاستخدام أثناء الحمل .
- مضادات الفيروسات " Antivirals "، يتم وصفها في بعض حالات الإنفلونزا ، كما يُنصح بمراجعة الطبيب دائماً فور ظهور علامات الإنفلونزا بسبب أن مُضادات الفيروسات تُعطي أفضل مفعول لها خلال يومين من مُلاحظة العلامات في حال استدعت الحاجة استخدامها .
مخاطر ارتفاع درجة الحرارة على الحمل
الحمّى الطفيفة التي درجة حرارتها أقل من 37.7 درجة مئوية لا تعتبر مصدر قلق ولا تكون ذات تأثيرٍ سلبي في صحّة ونمو الجنين ، ولكنّ زيادة درجة الحرارة الحامل عن تلك القيمة ممكن أن يُشكّل خطرًا ، ولذلك السبب يجب الاتصال بالطبيب فوراً في حال حدوث ارتفاع الحرارة الشديد وتناول الدواء المناسب والقيام باللازم لخفضها ؛ لأن أثناء الحمل الوقاية والعلاج السريع هم الخيار الأمثل للتعامل مع الحمّى ؛ وأيضًا تبديد أيّ مخاوف أو مضاعفات محتملة ، وارتفاع درجة الحرارة عن 39.5 درجة مئوية خلال الثلث الأول من الحمل هو ما بين الشهر الأول والثاني والثالث ؛ يمكن أن يُسبّب تشوّهات في الحبل الشوكي أو الدّماغ للجنين ؛ أو تشوه الأنبوب العصبي " Neural tube defects " الذي يتكون للجنين في تلك المرحلة من الحمل ، أو الإجهاض " Miscarriage "، وإنّ حدوث ارتفاع في درجة الحرارة للحامل خلال المرحلة الأخيرة من الحمل قد يؤدي إلى الولادة المُبكّرة .
التعامل مع ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل
سنوضح أبرز الخطوات اللازم اتباعها عند ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل في ما يأتي :
- تناول قدر كافي من الماء مع الحصول على قسط من الراحة .
- الزم الفراش عند شعورك بعدم الراحة ؛ مع تجنب محاولة تدفئة الجسم بدرجة أكثر من اللازم لدرجة التعرق .
- وضع كمادات باردة على الجبين لخفض درجة حرارة الجسم مع القيام بحمام ماء دافئ .
- يمكنك أخذ أدوية خافضة للحرارة من مجموعة الباراسيتامول " Paracetamol " حسب استشارة الطبيب والجرعات الموصى بها فقط .
الوقاية من ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل
بالرغم من استحالة منع الإصابة بارتفاع درجة الحرارة للحامل بشكلٍ تامّ ، إلّا أنّه يلزم الحرص على أخذ بعض التدابير التي تساعد في تقليل احتمالية حدوث الإصابة بارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل ، ونذكر منها ما يأتي :
- تلقي تطعيم الإنفلونزا الموسمية وإنفلونزا الخنازير .
- غسل اليدين باستمرار بالمطهّرات والمعقّمات .
- الابتعاد عن المرضى .
- تجنّب تناول الحليب غير المُبستر .
- تجنّب غرف الساونا وأحواض السباحة الحارّة .
- تجنّب تناول العلاجات والأدوية دون الاستشارات الطبية .
متى يجب أن تتوجه الحامل المصابة بارتفاع الحرارة إلى الطبيب ؟
ارتفاع الحرارة للحامل عادةً لا تعتبر علامةً دالة على مرض خطير ، لكنّها قد ينتج عنها بعض المُضاعفات خلال الحمل ؛ وإذا كنت متأكدة أنك لم تصابي بالإنفلونزا أو نزلة البرد من شخص آخر وشعرت بحمى وبالتالي غير متأكدة من السبب عليك الاتصال بطبيبك لتلقي الاستشارة الطبية . فيمكن أن ينصحك الطبيب بعمل بعض الفحوصات مثلاً الدم والبول ، للتعرف على السبب .
- إذا كان يصاحب ارتفاع الحرارة علامات نزول ماء الرأس .
- إذا استمر ارتفاع درجة الحرارة عند الحامل لمدة 24 - 36 ساعة أو أكثر حيث قد يكون ذلك مؤشرًا لإصابتك بالتهاب بكتيري .
- إذا شعرت بالغثيان أو ألم في البطن ، أو أي علامات لظهور طفح جلدي ؛ أو انقباضات الرحم .
- إذا كان لديك ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل وأنت مريضة سكري أو أي مرض مزمن آخر .
- إذا كان لديك ارتفاع الحرارة مصاحبة لأعراض التهابات الكلى المسببة للجفاف .
- إذا كنت تعانين من ارتفاع خفيف في درجة الحرارة أثناء الحمل بدون سبب واستمر لمدة أربعة أيام .
- إذا كنت تعانين من حمى عارضة تصيبك مرات عديدة خلال ثلاثة أسابيع .
- وجود حمى يصاحبها إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة .
- الشعور بخفّة الرأس " Lightheadedness ".
- صعوبة في التنفّس .
- العطش الشديد .
- انخفاض في كمية البول أو خروجه باللون الغامق .
- انخفاض حركة الجنين .